## "لا أرض أخرى": فيلم يكسر جدار الأوسكار ويكشف واقعًا مريرًا على أرض فلسطين
في ليلةٍ احتفل فيها
العالم بالسينما، خطف فيلم "لا أرض أخرى" (No
Other Land) الأضواء، حاصدًا جائزة الأوسكار لأفضل فيلم
وثائقي. لم يكن هذا الفوز مجرد تتويج لعمل فني متميز، بل كان صرخة مدوية تعبر عن
معاناة شعب، وتكشف عن واقعٍ مرير يتجاهله الكثيرون. الفيلم، الذي يوثق حياة
الفلسطينيين في بلدة مسافر يطا في الضفة الغربية المحتلة، قوبل بحفاوة عالمية،
لكنه في الوقت نفسه، يذكرنا بأن العدالة لا تزال بعيدة المنال.
![]() |
## "لا أرض أخرى": فيلم يكسر جدار الأوسكار ويكشف واقعًا مريرًا على أرض فلسطين |
"لا أرض أخرى"
ليس مجرد فيلم، بل هو شهادة حية على التطهير العرقي الممنهج الذي يتعرض له
الفلسطينيون في مسافر يطا، حيث يواجهون باستمرار عمليات هدم للمنازل، ومصادرة
للأراضي، واعتداءات من المستوطنين الإسرائيليين. الفيلم، الذي أخرجه الفلسطيني
باسل عدرا والإسرائيلي يوفال أبراهام، يروي قصة هذه المعاناة من منظور شخصي ومؤثر،
مما جعله يلامس قلوب المشاهدين في جميع أنحاء العالم.
**شراكة تتحدى الانقسام**
أحد الجوانب الأكثر
إثارة للإعجاب في "لا أرض أخرى" هو الشراكة التي جمعت بين مخرجيه. باسل
عدرا، الناشط الفلسطيني الذي أمضى حياته في مسافر يطا، شاهد بأم عينيه التدمير
والتهجير الذي تتعرض له بلدته. بدأ عدرا في توثيق هذه الأحداث بالكاميرا، ليصبح
صوته صوتًا لمن لا صوت لهم. في عام 2019، انضم إليه يوفال أبراهام، الصحافي
الإسرائيلي الذي جاء إلى مسافر يطا لتغطية الأحداث.
- لم تكن العلاقة بين عدرا وأبراهام مجرد علاقة عمل
- بل تحولت إلى صداقة عميقة تتحدى الانقسام الذي يفرضه الاحتلال.
- لقد أدرك الاثنان أن عليهما أن يعملا معًا لكشف الحقيقة
- وأن صوتهما سيكون أقوى إذا كانا متحدين.
- هذه الشراكة الفلسطينية الإسرائيلية، التي تعتبر نادرة في ظل الظروف الراهنة
- هي رسالة أمل في إمكانية التعايش والسلام.
**واقع مرير يوثقه الفيلم**
يرصد الفيلم تفاصيل
الحياة اليومية في مسافر يطا، حيث يعيش الفلسطينيون تحت تهديد دائم بالهدم
والتهجير. يوثق الفيلم عمليات هدم المنازل، واقتلاع الأشجار، وتدمير الممتلكات،
التي يقوم بها جنود الاحتلال والمستوطنون. كما يصور الفيلم الاعتداءات التي يتعرض
لها الفلسطينيون، بما في ذلك الضرب والاعتقال والإهانة.
- إحدى اللحظات الأكثر إيلامًا في الفيلم هي تلك التي يوثق فيها
- مقتل شقيق باسل عدرا على أيدي جنود إسرائيليين.
- هذا المشهد المروع يجسد العنف الذي يتعرض له الفلسطينيون بشكل يومي
- ويذكرنا بأن الاحتلال لا يقتصر على مصادرة الأراضي وتدمير المنازل
- بل يشمل أيضًا
القتل والترويع.
**الأوسكار: منصة لإيصال الصوت**
فوز "لا أرض أخرى"
بجائزة الأوسكار هو إنجاز كبير، ليس فقط لصناع الفيلم، بل للشعب الفلسطيني بأكمله.
لقد أتاح هذا الفوز للفيلم الوصول إلى جمهور عالمي أوسع، ورفع الوعي بمعاناة
الفلسطينيين في مسافر يطا. كما أن الفوز بالأوسكار أعطى المخرجين منصة لإيصال
صوتهم إلى العالم، والمطالبة بالعدالة والسلام.
- في خطاب قبوله الجائزة، دعا باسل عدرا إلى وقف الظلم والتطهير العرقي
- ضد الفلسطينيين، معربًا عن أمله في ألا تختبر ابنته المولودة حديثًا المعاناة
- التي عاشها هو. أما يوفال أبراهام، فقد انتقد السياسة الأمريكية الخارجية
- معتبرًا أنها تعرقل الحل السياسي الذي يمنح الشعبين
الفلسطيني والإسرائيلي حقوقهما.
لقد كانت كلمات عدرا
وأبراهام مؤثرة ومؤثرة، وقد لاقت استحسانًا كبيرًا من الحاضرين والمشاهدين في جميع
أنحاء العالم. لقد أظهر هذان المخرجان الشجاعان للعالم أن الفن يمكن أن يكون أداة
قوية للتغيير، وأن السينما يمكن أن تكون وسيلة لإيصال صوت من لا صوت لهم.
**تحديات وعقبات**
على الرغم من النجاح الكبير الذي حققه "لا أرض أخرى"، إلا أنه واجه العديد من التحديات والعقبات.
فقبل عرض الفيلم في المهرجانات العالمية، تعرض باسل عدرا للمضايقات والتهديدات من
قبل الجيش الإسرائيلي، الذي داهم منزله مرتين وصادر الكاميرات والكمبيوتر.
- كما أن الفيلم لم يتم توزيعه في الولايات المتحدة الأمريكية
- على الرغم من الجوائز الكثيرة التي حصدها والنقد الإيجابي الذي ناله.
- هذا التجاهل للفيلم في الولايات المتحدة يعكس التحيز الإعلامي
- الذي غالبًا ما يواجهه الفلسطينيون، والصعوبات التي يواجهونها في إيصال صوتهم
إلى العالم.
**رسالة أمل**
"لا أرض أخرى"
ليس مجرد فيلم عن المعاناة والظلم، بل هو أيضًا رسالة أمل. الفيلم يذكرنا بأن
الفلسطينيين ليسوا مجرد ضحايا، بل هم أيضًا أصحاب إرادة وعزيمة. الفيلم يظهر كيف
أن الفلسطينيين في مسافر يطا يقاومون الاحتلال بكل الوسائل المتاحة لهم، وكيف أنهم
مصممون على البقاء في أرضهم والدفاع عن حقوقهم.
- كما أن الفيلم يذكرنا بأن السلام ممكن
- وأن التعايش بين الفلسطينيين والإسرائيليين ليس مستحيلًا.
- الشراكة التي جمعت بين باسل عدرا ويوفال أبراهام
- هي دليل على أن الحوار والتفاهم يمكن أن
يحل محل الكراهية والعنف.
**خلاصة**
"لا أرض أخرى"
هو فيلم وثائقي استثنائي يستحق المشاهدة والتقدير. الفيلم يوثق واقعًا مريرًا على
أرض فلسطين، ولكنه أيضًا يبعث برسالة أمل في إمكانية السلام والتعايش. فوز الفيلم
بجائزة الأوسكار هو إنجاز كبير، ولكنه أيضًا مسؤولية. يجب على صناع الفيلم أن
يستمروا في إيصال صوت الفلسطينيين إلى العالم، وأن يعملوا من أجل تحقيق العدالة
والسلام.
"لا أرض أخرى"
ليس مجرد فيلم، بل هو صرخة مدوية تطالب بالعدالة، وتكشف عن واقعٍ مرير يتجاهله
الكثيرون. إنه فيلم يجب أن يشاهده العالم، وأن يتعلم منه، وأن يعمل من أجل تغيير
هذا الواقع. فالظلم الذي يتعرض له الفلسطينيون يجب أن يتوقف، والسلام يجب أن يسود.
الختام
ففي نهاية المطاف، لا
يوجد أرض أخرى للفلسطينيين، ولا يوجد مستقبل لهم إلا في أرضهم، حيث يعيشون بكرامة
وحرية وسلام. هذا هو الأمل الذي يحمله "لا أرض أخرى"، وهذا هو الحلم
الذي يجب أن نسعى لتحقيقه.